الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            1007 - ( وعن زيد بن ثابت قال { : قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم والنجم فلم يسجد فيها } رواه الجماعة إلا ابن ماجه . ورواه الدارقطني وقال : فلم يسجد منا أحد ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث احتج به من قال إن المفصل لا يشرع فيه سجود التلاوة وهم المالكية والشافعي في أحد قوليه كما تقدم . واحتج به أيضا من خص سورة النجم بعدم السجود وهو أبو ثور .

                                                                                                                                            وأجيب عن ذلك بأن تركه للسجود في هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقا لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه كان بلا وضوء ، أو لكون الوقت كان وقت كراهة ، أو لكون القارئ لم يسجد أو كان الترك لبيان الجواز ، قال في الفتح : وهذا أرجح الاحتمالات ، وبه جزم الشافعي ، وقد تقدم حديث ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس } وروى البزار والدارقطني عن أبي هريرة أنه قال : { إن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في سورة النجم وسجدنا معه } قال في الفتح : ورجاله ثقات .

                                                                                                                                            وروى ابن مردويه حسنه الحافظ عن [ ص: 123 ] أبي هريرة أنه سجد في خاتمة النجم فسئل عن ذلك ، فقال : إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها . وقد تقدم أن أبا هريرة إنما أسلم سنة سبع من الهجرة . واستدل المصنف رحمه اللهبحديث الباب على عدم وجوب السجود فقال ما لفظه : وهو حجة في أن السجود لا يجب ا هـ .

                                                                                                                                            واستدل من قال بالوجوب بالأوامر الواردة به في القرآن كما في ثانية الحج وخاتمة النجم وسورة اقرأ . ولا يخفى أن هذا الدليل أخص من الدعوى وأيضا القائل بالوجوب ، وهو أبو حنيفة لا يقول بوجوب السجود في ثانية الحج كما تقدم ، ومقتضى دليله هذا أن يكون أوجبه . .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية