الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            8612 - أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد العدل ، ثنا محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا محمد بن محمد بن مرزوق ، ثنا صالح بن عمر بن شعيب ، قال : سمعت جدي شعيب بن عمر الأزرق ، قال : حججنا فمررنا بطريق المنكدر ، وكان الناس إذ ذاك يأخذون فيه ، فضللنا الطريق ، قال : فبينا نحن كذلك إذ نحن بأعرابي كأنما نبع علينا من الأرض ، فقال : يا شيخ تدري أين أنت ؟ قلت : لا ، قال : أنت بالربائب ، وهذا التل الأبيض الذي تراه عظام بكر بن وائل ، وتغلب ، وهذا قبر كليب وأخيه مهلهل ، قال : فدلنا على الطريق ، ثم قال : هاهنا رجل له من النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحبة هل لكم فيه ؟ قال : فقلت : نعم ، قال : فذهب بنا إلى شيخ معصوب الحاجبين بعصابة في قبة أدم ، فقلنا له : من أنت ؟ قال : أنا العداء بن خالد فارس الصحبا في الجاهلية ، قال : فقلنا له : حدثنا رحمك الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قام قومة له كأنه مفزع ، ثم رجع ، فقال : " أحذركم الدجالين [ ص: 718 ] الثلاث " فقال ابن مسعود : بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد أخبرتنا ، عن الدجال الأعور ، وعن أكذب الكذابين ، فمن الثالث ، فقال : " رجل يخرج في قوم أولهم مثبور ، وآخرهم مثبور ، عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة ، وهو الدجال الأليس يأكل عباد الله " قال محمد : وهو أبعد الناس من شيبة من شرط الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق رضي الله عنه إذا روى حديثا لا يصححه أن يقول في روايته : قد روي عن فلان وفلان ، وأنا لا أعرفه بعدالة كذي وكذي ، وقد أخرج هذا الحديث ابن خزيمة على شرط الصحيح ، وهو القدوة في هذا العلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية