الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4884 حدثنا إسحق بن الصباح حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث قال حدثني يحيى بن سليم أنه سمع إسمعيل بن بشير يقول سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته قال يحيى وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر وعقبة بن شداد قال أبو داود يحيى بن سليم هذا هو ابن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم وإسمعيل بن بشير مولى بني مغالة وقد قيل عتبة بن شداد موضع عقبة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ما من امرئ يخذل امرأ مسلما ) : يخذل بضم الذال . قال في النهاية : الخذل ترك الإعانة والنصرة ( في موضع ينتهك ) : بصيغة المجهول أي يتناول بما لا يحل ( فيه ) : أي في ذلك الموضع ( حرمته ) : أي احترامه وبعض إكرامه ( وينتقص ) : بصيغة المجهول من الانتقاص وهو لازم ومتعد ( فيه من عرضه ) : بكسر العين وهو محل الذم والمدح من الإنسان .

                                                                      والمعنى ليس أحد يترك نصرة مسلم مع وجود القدرة عليه بالقول أو الفعل عند حضور غيبته أو إهانته أو ضربه أو قتله أو نحوها ( يحب ) : أي ذلك الخاذل ( فيه ) : أي في ذلك الموطن ( نصرته ) : أي إعانته سبحانه . ويجوز أن تكون إضافته إلى المفعول وذلك شامل لمواطن الدنيا ومواقف الآخرة .

                                                                      والحديث سكت عنه المنذري ( قال يحيى ) : هو ابن سليم ( وحدثنيه ) : أي الحديث [ ص: 188 ] السابق . فالحديث عند يحيى من ثلاثة شيوخ ( قال أبو داود يحيى بن سليم هذا هو ابن زيد ) : أي يحيى بن سليم المذكور في الإسناد هو يحيى بن سليم بن زيد بن حارثة وسليم أخو أسامة بن زيد ( مولى النبي صلى الله عليه وسلم - ) صفة لزيد ( وإسماعيل بن بشير ) : أي هذا هو ( مولى بني مغالة ) : بفتح الميم والمعجمة وإسماعيل هذا مجهول قاله في التقريب ( وقد قيل عتبة ) : أي بالمثناة الفوقية بعد العين المهملة مكان عقبة بالقاف .




                                                                      الخدمات العلمية