الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

4247 - عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أيما مسلم ضاف قوما ، فأصبح الضيف محروما ؟ كان حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ له بقراه من ماله وزرعه " . رواه الدارمي وأبو داود .

وفي رواية له : " وأيما رجل ضاف قوما فلم يقروه ، كان له أن يعقبهم بمثل قراه " .

التالي السابق


الفصل الثاني

4247 - ( عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : أيما مسلم ضاف قوما ) : أي نزل عليهم ضيفا ( فأصبح الضيف ) : أي صار ( محروما كان حقا على كل مسلم نصره ) : وفي رواية أحمد والحاكم عنه : " فإن نصره حق على كل مسلم " . قال الطيبي قوله : فأصبح الضيف مظهرا أقيم مقام المضمر إشعارا بأن المسلم الذي ضاف قوما يستحق لذاته أن يقري فمن منع حقه فقد ظلمه ، فحق لغيره من المسلمين نصره . ( حتى يأخذ له بقراه ) : بكسر القاف أي بضيافته ، والمعنى " بمثل قراه " كما في الرواية الأخرى ، وفي رواية " بقرى ليلته " أي : بقدر أن يصرف في ضيافته [ ص: 2736 ] من ماله وزرعه ) : وتوحيد الضمير مع ذكر القوم باعتبار المنزل عليه ، والمضيف وهو واحد ( رواه الدارمي ، . وأبو داود ) .

( وفي رواية له ) : أي لأبي داود ( وأيما رجل ) : الظاهر حذف العاطف ، فإنه بدل عن تلك الرواية لا أنه زيادة عليها ، فإن مؤداها واحد ( ضاف قوما فلم يقروه ) : بسكون القاف وضم الراء أي : لم يضيفوه ( كان له ) : أي للضيف ( أن يعقبهم ) : بضم الياء وكسر القاف أي : يتبعهم ويؤاخذهم بأن يأخذ من مالهم عقيب صنعهم . ( بمثل قراه ) : أي قدر قراه عادة . قال الطيبي رحمه الله : وهذا في أهل الذمة من سكان البوادي إذا نزل بهم مسلم اهـ . والصحيح أن المراد به المضطر النازل بأحد ، فيجب عليه ضيافته . مما يحفظ عليه إمساك رمقه ، وقيل بمقدار ما يشبعه لأنه مسافر ، فإن امتنع يجوز له أخذه سرا أو علانية إن قدر على ذلك ، هذا وقد رواه الحاكم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - ولفظه : " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه " .




الخدمات العلمية