الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
285 [ ص: 309 ] حديث ثان وستون لنافع ، عن ابن عمر



مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أن حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة .

التالي السابق


في هذا الحديث مع رواية الصاحب ، عن الصاحب والمثل ، عن المثل من الفقه : الأذان للصبح مع انفجار الصبح ، وفيه تخفيف ركعتي الفجر ، وكذلك قال عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفف ركعتي الفجر حتى إني لأقول : أقرأ فيهما بأم القرآن أم لا ؟ وسيأتي ذكر القراءة فيهما ثم ذكر ذلك الحديث في كتابنا هذا - إن شاء الله - .

[ ص: 310 ] حدثنا سعيد بن نصر ، وعبد الوارث بن سفيان قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان قال : حدثني من لا أحصي من أصحاب نافع ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : أخبرتني حفصة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين .

حدثنا سعيد ، وعبد الوارث قالا : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدثنا حجاج بن المنهال ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفف ركعتي الفجر .

وحدثني عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن شاذان ، قال : حدثنا زكرياء بن عدي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم ، يعني الجزري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع أذان الصبح صلى ركعتين ، ثم خرج إلى المسجد ، وحرم الطعام ، وكان لا يؤذن له حتى يصبح .

[ ص: 311 ] وفي هذه الأحاديث ما يدل على أن ركعتي الفجر من السنن المؤكدة ، لأن السنة لا يعرف منها مؤكدها إلا بمواظبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها ، وكان رسول الله يواظب على ركعتي الفجر ويندب إليهما ، وقد قال بعض أصحابنا : إنهما من الرغائب وليستا من السنن ، وهذا قول ضعيف .

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا بكر بن حماد ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جرير ، قال : حدثنا عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على الركعتين قبل الصبح .

قال أبو عمر : كل ما ليس بفريضة فهو نافلة وفضيلة إذا سن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله ، أو فعله ، وسنته طريقته التي كان عليها عاملا بها نادبا إليها .




الخدمات العلمية