الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة كلم إبراهيم بن محمد بن طلحة هشام بن عبد الملك وهو في الحجر ، فقال له : أسألك بالله وبحرمة هذا البيت الذي خرجت معظما له إلا رددت علي ظلامتي . قال : أي ظلامة ؟ قال : داري . قال : فأين كنت عن أمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال : ظلمني . قال : فالوليد وسليمان ؟ قال : ظلماني . قال : فعمر ؟ قال : يرحمه الله ، ردها علي . قال : فيزيد بن عبد الملك ؟ قال : ظلمني وقبضها مني بعد قبضي لها ، وهي في يدك . فقال هشام : لو كان فيك ضرب لضربتك . فقال : في والله ضرب بالسيف والسوط . فانصرف هشام [ والأبرش خلفه ] فقال : [ أبا مجاشع ] كيف سمعت هذا الإنسان ؟ قال : ما أجوده ! قال : هي قريش وألسنتها ، ولا يزال في الناس بقايا ما رأيت مثل هذا .

وفيها عزل هشام عبد الواحد النضري عن مكة والمدينة والطائف ، وولى ذلك خاله [ ص: 175 ] إبراهيم بن هشام بن إسماعيل ، فقدم المدينة في جمادى الآخرة ، فكانت ولاية النضري سنة وثمانية أشهر .

وفيها غزا سعيد بن عبد الملك الصائفة . وفيها غزا الجراح بن عبد الله اللان ، فصالح أهلها فأدوا الجزية . وفيها ولد عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس في رجب . وفيها استقضى إبراهيم بن هشام على المدينة محمد بن صفوان الجمحي ، ثم عزله واستقضى الصلت الكندي .

وكان العامل على مكة والمدينة والطائف ، إبراهيم بن هشام المخزومي ، وكان على العراق وخراسان : خالد بن عبد الله القسري البجلي ، وكان عامل ( خالد على صلاة البصرة : عقبة ) بن عبد الأعلى ، وعلى شرطتها : مالك بن المنذر بن الجارود ، وعلى قضائها : ثمامة بن عبد الله بن أنس .

وحج بالناس هشام بن عبد الملك .

[ الوفيات ]

وفيها مات يوسف بن مالك مولى الحضرميين ، وبكر بن عبد الله المزني .

التالي السابق


الخدمات العلمية