الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وقولوا أيضا : ربنا لا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق القيام به ، لثقل حمله علينا .

وكذلك كانت جماعة أهل التأويل يتأولونه .

ذكر من قال ذلك :

6525 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " تشديد يشدد به ، كما شدد على من كان قبلكم . [ ص: 139 ]

6526 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا يزيد قال أخبرنا جويبر عن الضحاك قوله : " ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال : لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق .

6527 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " لا تفترض علينا من الدين ما لا طاقة لنا به فنعجز عنه .

6528 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج : " ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " مسخ القردة والخنازير .

6529 - حدثني سلام بن سالم الخزاعي قال : حدثنا أبو حفص عمر بن سعيد التنوخي قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور عن سالم بن شابور في قوله : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال : الغلمة .

6530 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط عن السدي : " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " من التغليظ والأغلال التي كانت عليهم من التحريم .

قال أبو جعفر : وإنما قلنا إن تأويل ذلك : ولا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق القيام به ، على نحو الذي قلنا في ذلك ، لأنه عقيب مسألة المؤمنين ربهم أن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا ، وأن لا يحمل عليهم إصرا كما حمله على الذين من قبلهم ، [ ص: 140 ] فكان إلحاق ذلك بمعنى ما قبله من مسألتهم التيسير في الدين أولى مما خالف ذلك المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية