الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4314 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار . رواه البخاري .

التالي السابق


4314 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ما أسفل ) : بفتح اللام أي ما نزل ( من الكعبين من الإزار ) : بيان لما أي من إزار الرجل ( في النار ) : أي فهو أي صاحبه في نار جهنم بسبب الإسبال الناشئ عن التكبر والاختيال . قال الأشرف : " ما " موصولة وصلته محذوفة وهو كان ، وأسفل منصوب خبرا [ ص: 2767 ] لكان ، ويجوز أن يرفع أسفل أي الذي هو أسفل ، وعلى التقدير هو أفعل ، ويجوز أن يجعل فعلا وهو مع فاعله صلته أي الذي سفل من الإزار من الكعبين . وقال السيوطي : ويجوز كون " ما " شرطية وأسفل فعل ماض اهـ ، وهو الأظهر ، وفي غيره تكلف مستغنى عنه ، ويؤيده روايته في الجامع الصغير بلفظ : ( ففي النار ) قال الخطابي : يتناول هذا على وجهين ، أحدهما : أن ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له على فعله ، والآخر : أن فعله ذلك في النار أي هو معدود ومحسوب من أفعال أهل النار ، قال النووي : الإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة ، ولا يجوز الإسبال تحت الكعبين إن كان للخيلاء ، وقد نص الشافعي على أن التحريم مخصوص بالخيلاء لدلالة ظواهر الأحاديث عليها ، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم ، وإلا فمنع تنزيه ، وأجمعوا على جواز الإسبال للنساء ، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم : " لهن في إرخاء ذيولهن " ، وأما القدر المستحب فيما ينزل إليه طرف القميص والإزار فنصف الساقين ، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين ، وبالجملة يكره ما زاد على الحاجة ، والمعتاد في اللباس من الطول والسعة اهـ ، والظاهر أن المعتبر هو المعتاد الشرعي لا المعتاد العرفي . فقد روى ابن ماجه بسند حسن ، عن ابن عباس : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس قميصا قصير الكمين والطول ، وفي رواية ابن عساكر عنه : " كان يلبس قميصا فوق الكعبين مستوي الكمين بأطراف أصابعه " ، وسيأتي في الفصل الثاني أحاديث في هذا المعنى . ( رواه البخاري ) : وكذا النسائي .




الخدمات العلمية