الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب في قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم

                                                                                                                3033 حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هذان خصمان اختصموا في ربهم إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن جميعا عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هذان خصمان بمثل حديث هشيم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذان خصمان اختصموا في ربهم [ ص: 445 ] أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر ) أما ( مجلز ) فبكسر الميم على المشهور ، وحكي فتحها ، وإسكان الجيم وفتح اللام ، واسمه لاحق بن حميد ، سبق بيانه مرات . ( وقيس بن عباد ) بضم العين وتخفيف الباء ، وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني فقال : أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه ( أنا أول من يجثو للخصومة ) قال قيس : وفيهم نزلت الآية ولم يجاوز به قيسا ، ثم قال البخاري : وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز .

                                                                                                                قوله : ( قال الدارقطني : فاضطرب الحديث ) هذا كله كلامه . قلت : فلا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه ; لأن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا ، فرواه عنه ، وسمع من علي بعضه ، وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر ، وأفتى به أبو مجلز تارة ، ولم يقل : إنه من كلام نفسه ورأيه ، وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم بمثل هذا ،فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ، ولا يرفعه ، فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه ، وذكر لفظه ، وليس في هذا اضطراب . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية