الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              920 (58) باب

                                                                                              الاستعاذة في الصلاة من عذاب القبر وغيره

                                                                                              [ 474 ] عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : إنما تفتن يهود ، فقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت عائشة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يستعيذ من عذاب القبر .

                                                                                              وفي رواية ; قالت : فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 89 و 271)، ومسلم (584) و (586) .

                                                                                              [ ص: 207 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 207 ] (58) ومن باب : الاستعاذة في الصلاة من عذاب القبر وغيره

                                                                                              قول اليهودية : إنكم تفتنون في القبور ; أي : تعذبون . كما قال الله تعالى : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات [ البروج : 10 ] ; أي : عذبوهم . وقد قدمنا أن الفتنة تنصرف على وجوه ، وأن أصلها الاختبار .

                                                                                              وهذا الحديث وما في معناه يدل على صحة اعتقاد أهل السنة في عذاب القبر ، وأنه حق ، ويرد على المبتدعة المخالفين في ذلك ، وسيأتي إن شاء الله .

                                                                                              وارتياع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إخبار اليهودية بعذاب القبر إنما هو على جهة استبعاد ذلك للمؤمن ، إذ لم يكن أوحي إليه في ذلك شيء . ولذلك حققه على اليهود ، فقال : إنما تفتن يهود ، على ما كان عنده من علم ذلك . ثم أخبر أنه أوحي إليه بوقوع ذلك ، وحينئذ تعوذ منه ، ولما استعظم الأمر واستهوله أكثر الاستعاذة منه ، [ ص: 208 ] وعلمها ، وأمر بها ، وبإيقاعها في الصلاة ; ليكون أنجح في الإجابة ، وأسعف في الطلبة ; إذ الصلاة من أفضل القرب ، وأرجى للإجابة ، وخصوصا بعد فراغها ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء .

                                                                                              وفي هذا الحديث حجة على أبي حنيفة ; حيث منع الدعاء في الصلاة إلا بألفاظ القرآن .




                                                                                              الخدمات العلمية