الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حال دعاة بني العباس

قيل : وفي هذه السنة أخذ أسد بن عبد الله جماعة من دعاة بني العباس بخراسان ، فقتل بعضهم ومثل ببعضهم وحبس بعضهم ، وكان فيمن أخذ : سليمان بن كثير ، ومالك بن الهيثم ، وموسى بن كعب ، ولاهز بن قريظ ، وخالد بن إبراهيم ، وطلحة بن زريق ، فأتي بهم ، فقال [ لهم ] : يا فسقة ، ألم يقل الله تعالى : ( عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه ) ؟ [ ص: 224 ] فقال له سليمان : نحن والله كما قال الشاعر :

لو بغير الماء حلقي شرق كنت كالغصان بالماء اعتصاري



صيدت والله العقارب بيديك ! إنا ناس من قومك ! وإن المضرية رفعوا إليك هذا لأنا كنا أشد الناس على قتيبة بن مسلم فطلبوا بثأرهم . فبعث بهم إلى الحبس ، ثم قال لعبد الرحمن بن نعيم : ما ترى ؟ قال : أرى أن تمن بهم على عشائرهم . قال : لا أفعل ، فأطلق من كان فيهم من أهل اليمن لأنه منهم ، ومن كان من ربيعة أطلقه أيضا لحلفهم مع اليمن ، وأراد قتل من كان من مضر ، فدعا موسى بن كعب ، وألجمه بلجام حمار ، جذب اللجام فتحطمت أسنانه ودق وجهه وأنفه ، ودعا لاهز بن قريظ فقال له : ما هذا بحق ، تصنع بنا هذا وتترك اليمانيين والربيعيين ؟ فضربه ثلاثمائة سوط ، فشهد له الحسن بن زيد الأزدي بالبراءة ولأصحابه فتركهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية