الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
221- قوله تعالى: ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن . فيه تحريم نكاحهن [ ص: 51 ] مطلقا ، وقد خص منه في سورة المائدة الكتابيات ، وأخذ ابن عمر بعموم هذه الآية فحرم نكاح اليهودية والنصرانية.

قوله تعالى: ولأمة مؤمنة خير من مشركة قال الكيا وغيره: ظن قوم أنه يدل على جواز نكاح الأمة مع وجود طول الحرة وهو غلط; لأنه ليس في الآية نكاح الإماء وإنما ذلك للتنفير عن نكاح الحرة المشركة; لأن العرب كانوا بطباعهم نافرين عن نكاح الأمة ، فقال تعالى: "ذلك" أي: إذا نفرتم عن الأمة فالمشركة أولى. قلت: لا غلط في ذلك ، فالآية تدل على جواز نكاح الأمة مع وجود الحرة المشركة إذا لم يجد سواها; لأن وجود الحرة المشركة كالعدم لعدم وجود جواز نكاحها مطلقا.

قوله تعالى: ولو أعجبتكم فيه تقدير اعتبار الدين في النكاح على الشرف والجمال والمال ونحو ذلك.

قوله تعالى: ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فيه تحريم نكاح الكافر للمسلمة مطلقا وهو إجماع ، واستدل به على اعتبار الولي في النكاح فأخرج ابن جرير عن أبي جعفر محمد بن علي; لأنه قال: النكاح بولي في كتاب الله ثم قرأ: ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا برفع التاء.

قوله تعالى: ولعبد مؤمن خير من مشرك فيه جواز نكاح العبد الحرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية