الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا روى البراء بن عازب أن أعرابيا قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: إني رجل متعلم فأخبرني عن هذه الآية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . فقال رسول الله صلى عليه وسلم: (يا أعرابي ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منك، هم هؤلاء الأربعة الذين هم وقوف، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فأعلم قومك أن هذه الآية نزلت فيهم) . قوله عز وجل: ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق أما السندس: ففيه قولان: أحدهما: أنه من ألطف من الديباج ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: ما رق من الديباج ، واحده سندسة، قاله ابن قتيبة. وفي الإستبرق قولان: أحدهما: أنه ما غلظ من الديباج ، قاله ابن قتيبة، وهو فارسي معرب ، أصله استبره وهو الشديد ، وقد قال المرقش:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 305 ]

                                                                                                                                                                                                                                        تراهن يلبسن المشاعر مرة وإستبرق الديباج طورا لباسها



                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه الحرير المنسوج بالذهب ، قاله ابن بحر. متكئين فيها على الأرائك فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الحجال ، قاله الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنها الفرش في الحجال.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنها السرر في الحجال ، وقد قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        خدودا جفت في السير حتى كأنما     يباشرن بالمعزاء مس الأرائك



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية