الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5111 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال جاءه ناس من أصحابه فقالوا يا رسول الله نجد في أنفسنا الشيء نعظم أن نتكلم به أو الكلام به ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به قال أوقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان

                                                                      التالي السابق


                                                                      جاءه أي النبي صلى الله عليه وسلم أناس من أصحابه أي جماعة منهم نجد في أنفسنا الشيء أي القبيح نعظم أن نتكلم به من الإعظام أي : نجد التكلم به عظيما لغاية قبحه والمعنى نجد في أنفسنا الشيء القبيح نحو من خلق الله وكيف هو ومن أي شيء هو ونحو ذلك مما يتعاظم النطق به فما حكم جريان ذلك في خواطرنا أو الكلام به شك من الراوي ما نحب أن لنا كذا وكذا من المال وأنا تكلمنا بصيغة المتكلم من باب التفعل به أي بالشيء القبيح الذي يخطر في قلوبنا قال أوقد وجدتموه الهمزة للاستفهام التقريري والواو المقرونة بها للعطف على مقدر أي : أحصل ذلك وقد وجدتموه والضمير [ ص: 13 ] للشيء ( قال ذاك صريح الإيمان ) معناه أن صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم والتصديق به حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن من قلوبكم ولا تطمئن إليه نفوسكم وليس معناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف يكون إيمانا صريحا

                                                                      وقد روي في حديث آخر أنهم لما شكوا إليه ذلك قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة قاله الخطابي في المعالم

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية