الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5013 5014 5015 ص: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عمي -وهو ابن وهب- قال: حدثني عمرو بن الحارث ، وابن لهيعة ، أن بكير بن عبد الله حدثهما، عن أبيه ، عن ابن تعلى ، أنه قال: " غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، - رضي الله عنهما - فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم عبد الرحمن فقتلوا صبرا بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري ، - رضي الله عنه - فقال: سمعت رسول الله -عليه السلام- ينهى عن قتل الصبر، والذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب". .

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوهبي ، قال: ثنا أبو إسحاق ، عن بكير . ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبد الله بن الأشجع ، عن أبيه ، عن عبيد بن تعلى ، عن أبي أيوب الأنصاري: " ، أن النبي -عليه السلام- نهى عن صبر الدابة، قال أبو أيوب: : ولو كانت دجاجة ما صبرتها".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن أحمد بن عبد الرحمن ، عن عمه عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، وعبد الله بن لهيعة، كلاهما عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن أبيه [ ص: 267 ] عبد الله ، عن عبيد بن تعلى -بالتاء المثناة من فوق- الطائي الفلسطيني، وثقه النسائي وابن حبان وابن لهيعة لا يضر صحة الإسناد; لأنه ذكر متابعة.

                                                وأبو أيوب الأنصاري: اسمه خالد بن زيد .

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن ابن تعلى، قال: "غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبرا -قال أبو داود: قال لنا غير سعيد ، عن ابن وهب في هذا الحديث، قال: بالنبل صبرا- فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري، فقال: سمعت رسول الله -عليه السلام- ينهى عن قتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأعتق أربع رقاب".

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن خالد الوهبي الكندي ، عن محمد بن إسحاق ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن أبيه، عن عبيد بن تعلى .

                                                وأخرجه الطبراني مختصرا: ثنا داود بن محمد بن صالح المروزي، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثني أبي، ثنا محمد بن إسحاق ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن أبيه، عن عبيد بن تعلى ، عن أبي أيوب، قال: "سمعت رسول الله -عليه السلام- ينهى عن صبر البهيمة".

                                                الثالث: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله المدني ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن بكير .... إلى آخره.

                                                [ ص: 268 ] وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، ثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير ، عن أبيه، عن عبيد بن تعلى ، عن أبي أيوب قال: "نهى رسول الله -عليه السلام- عن صبر الدابة. قال أبو أيوب: لو كانت لي دجاجة ما صبرتها".

                                                قوله: "أعلاج" جمع علج وهو الرجل الكافر من العجم، ويجمع على علوج أيضا.

                                                قوله: "صبرا بالنبل" الصبر هو أن يمسك من ذوات الروح شيء حيا، ثم يرمى بشيء حتى يموت.

                                                و"النبل": السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها، وهي مؤنثة، ولا يقال: نبلة. وقد جمعوها على نبال، قالالهروي: إذا أرادوا الواحد قالوا: نشابة وسهم.

                                                قوله: "لو كانت دجاجة" فيها ثلاث لغات: فتح الدال وضمها وكسرها، ويقال: فتح الدال يتناول الديوك، فإذا قيل: دجاج يتناول الديوك وغيرها، وإذا قالوا: دجاج -بكسر الدال- لا يتناول إلا الإناث خاصة، وقال الأصمعي: اللغة الفصيحة عند العرب: الدجاجة والدجاج بالفتح، وقد كسرها يونس.




                                                الخدمات العلمية