الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5217 حدثنا الحسن بن علي وابن بشار قالا حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا وقال الحسن حديثا وكلاما ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كرم الله وجهها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ) بفتح فسكون ( ودلا ) بفتح دال وتشديد [ ص: 102 ] لام ( وهديا ) بفتح فسكون قال في فتح الودود هذه الألفاظ متقاربة المعاني فمعناها الهيئة والطريقة وحسن الحال ونحو ذلك انتهى

                                                                      وفسر الراغب الدل بحسن الشمائل ( وقال الحسن ) هو ابن علي شيخ أبي داود ولم يذكر الحسن هو ابن علي المذكور ( من فاطمة ) صلة أفعل التفضيل أعني أشبه ( كانت ) أي فاطمة ( إذا دخلت عليه ) أي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قام إليها ) أي مستقبلا ومتوجها ( فقبلها ) قال القاري : أي ما بين عينيها أو رأسها ( وكان إذا دخل ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقبلته ) أي عضوا من أعضائه الشريفة والظاهر أنه اليد المنيفة واحتج النووي بهذا الحديث أيضا على جواز القيام المتنازع وأجاب عنه ابن الحاج باحتمال أن يكون القيام لها لأجل إجلاسها في مكانه إكراما لها لا على وجه القيام المتنازع فيه ولا سيما ما عرف من ضيق بيوتهم وقلة الفرش فيها فكانت إرادة إجلاسه لها في موضعه مستلزمة لقيامه وأمعن في بسط ذلك كذا في فتح الباري

                                                                      [ ص: 103 ] قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي . وقال الترمذي : حسن غريب من هذا الوجه




                                                                      الخدمات العلمية