الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السابعة عشرة قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم [ ص: 138 ] أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } . فيها ثلاث مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } اختلف في سبب نزولها على ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول أنها نزلت في عبادة ، وابن أبي ; وذلك { أن عبادة تبرأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف قوم من اليهود كان له حلفهم مثل ما لعبد الله بن أبي ، وتمسك ابن أبي بهم ، وقال : إني رجل أخاف الدوائر . }

                                                                                                                                                                                                              الثاني : كان المنافقون يوازون يهود قريظة ونصارى نجران ; لأنهم كانوا أهل ريف ، وكانوا يميرونهم ويقرضونهم ، فقالوا : كيف نقطع مودة قوم إذا أصابتنا سنة فاحتجنا إليهم وسعوا علينا المنازل وعرضوا علينا الثمار إلى أجل ، فنزلت ، وذلك قوله تعالى : { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنها نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر والزبير وطلحة ; فأما نزولها في أبي لبابة فممكن ; لأنه أشار إلى يهود [ بني قريظة ] إلى حلقه بأنهم إن نزلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذبح فخانه ، ثم تاب الله عليه . وأما الزبير وطلحة فلم يلتفتوا إلى ذلك فيهما . وهذه الآية عامة في كل من ذكر أنها نزلت فيه لا تخص به أحدا دون أحد .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية