الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9035 4525 - (9290) - (2\408) عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه، فقد برئ مما أنزل على محمد".

التالي السابق


* قوله : "من أتى حائضا": المراد بالإتيان هاهنا: المجامعة؛ أي: دخل بها

في قبلها.

[ ص: 208 ]

* "أو امرأة ": حائضا كانت أو غيرها.

* "في دبرها أو كاهنا": لا يصح عطفه على "حائضا"، فلا بد من تقدير "أتى" بمعنى: جاء، وجعل الجملة عطفا على الجملة، ومن جوز استعمال المشترك في معنييه، يجوز عنده عطف المفرد على المفرد، على أن المراد بالإتيان بالنسبة إلى المعطوف عليه معنى، وبالنسبة إلى المعطوف معنى آخر.

* "فقد برئ" وفي رواية: " فقد كفر".

قيل: هذا إذا كان مستحلا لذلك، وقيل: بل هو تغليظ وتشديد؛ أي: عامل معاملة من كفر.

قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة، وإنما معنى هذا الحديث عند أهل العلم: على التغليظ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى حائضا، فليتصدق بدينار"، فلو كان إتيان الحائض كفرا، لم يؤمر به بالكفارة، وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده، انتهى.

* * *




الخدمات العلمية