الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 106 ) فصل واتخاذ الشعر أفضل من إزالته . قال أبو إسحاق : سئل أبو عبد الله عن الرجل يتخذ الشعر ؟ فقال : سنة حسنة ، لو أمكننا اتخذناه . وقال : { كان للنبي صلى الله عليه وسلم جمة . } وقال : تسعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم شعر . وقال : عشرة لهم جمم . وقال : في بعض الحديث { إن شعر النبي صلى الله عليه وسلم كان إلى شحمة أذنيه . وفي بعض الحديث : إلى منكبيه . }

                                                                                                                                            وروى البراء بن عازب ، قال : { ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه . } متفق عليه .

                                                                                                                                            وروى ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { رأيت ابن مريم له لمة } . قال الخلال سألت أحمد بن يحيى - يعني ثعلبا - عن اللمة ؟ فقال : ما ألمت بالأذن . والجمة : ما طالت .

                                                                                                                                            وقد ذكر البراء بن عازب في حديثه : { أن شعر النبي صلى الله عليه وسلم يضرب منكبيه } ، وقد سماه لمة . ويستحب أن يكون شعر الإنسان على صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم إذا طال فإلى منكبيه ، وإن قصر فإلى شحمة أذنيه .

                                                                                                                                            وإن طوله فلا بأس ، نص عليه أحمد وقال : أبو عبيدة كانت له عقيصتان وعثمان كانت له عقيصتان . وقال وائل بن حجر : { أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل ، فلما رآني قال : ذباب ذباب . فرجعت فجززته ، ثم أتيته من الغد ، فقال : لم أعنك } ، وهذا حسن . رواه ابن ماجه .

                                                                                                                                            ويستحب ترجيل الشعر وإكرامه ، لما روى أبو هريرة يرفعه { من كان له شعر فليكرمه } . رواه أبو داود . ويستحب فرق الشعر ; { لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره ، وذكره من الفطرة } في حديث ابن عباس ، وفي شروط عمر على أهل الذمة : أن لا يفرقوا شعورهم ، لئلا يتشبهوا بالمسلمين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية