الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9168 4562 - (9464) - (2\421) قال أبو هريرة: بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء، فجاء الرجل من سفره، فدخل على امرأته جائعا، قد أصابته مسغبة شديدة، فقال لامرأته: أعندك شيء؟ قالت: نعم، أبشر أتاك رزق الله. فاستحثها فقال: ويحك، ابتغي إن كان عندك شيء. قالت: نعم، هنية، نرجو رحمة الله. حتى إذا طال عليه الطول قال: ويحك، قومي فابتغي إن كان عندك خبز، فأتيني به، فإني قد بلغت وجهدت. فقالت: نعم، الآن ينضج التنور فلا تعجل. فلما أن سكت عنها ساعة، وتحينت أيضا أن يقول لها، قالت هي من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنوري. فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم، ورحييها تطحنان، فقامت إلى الرحى، فنفضتها، واستخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم.

قال أبو هريرة: فوالذي نفس أبي القاسم بيده! عن قول محمد صلى الله عليه وسلم: لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة.


التالي السابق


* قوله : " في السلف الخالي"؛ أي: في أهل الزمن الماضي.

* "لا يقدران على شيء"؛ أي: لفقرهما.

[ ص: 227 ]

* "مسغبة"؛ أي: جوع.

* "أبشر أتى رزق الله": قالته اعتمادا على كرم الله، وحسنا للظن به، فوجدت الأمر كما ظنت، قال تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي".

* "فاستحثها": طلب منها بسرعة.

* "هنية ": بالتصغير؛ أي: اصبر قليلا.

* "الطوى": ضبط بفتحتين؛ أي: الجوع وخلاء البطن.

* "وجهدت "؛ في "المجمع": يقال: جهد، فهو مجهود؛ إذا وجد مشقة، وهو يقتضي أنه على بناء المفعول، والمضبوط على بناء الفاعل.

* "وتحينت"؛ أي: وجدت حين أن يقول لها.

* "جنوب الغنم"؛ أي: المشوية؛ أي: وجدت في التنور جنوبا كثيرة مشوية.

* "ورحييها"؛ تثنية الرحى، والمراد الطرفان.

* * *




الخدمات العلمية