الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن استدبرهم في الخطبة صح في الأصح ( و ) وينحرفون إليه فيها ( و ) وفي التنبيه : إذا خرج ، ويتربعون فيها ، ولا تكره الحبوة ، نص عليه ، ( و ) وكرهها صاحب المغني والمحرر ، لنهيه عليه السلام في السنن ، وفيه ضعف ، ويكره أن يسند الإنسان ظهره إلى القبلة ، وكرهه أحمد ، وقد يتوجه احتمال ، لإخباره عليه السلام أنه رأى إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور ، وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي : ما رأيت أحمد جالسا [ إلا ] القرفصاء إلا أن يكون في الصلاة ، وقال ابن الجوزي : هذه الجلسة التي تحكيها قيلة : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا جلسة المتخشع القرفصاء ، وكان أحمد يقصد في جلوسه هذه الجلسة وهي أن يجلس على أليتيه رافعا ركبتيه إلى صدره ، مفضيا بأخمص قدميه إلى الأرض ، وربما احتبى بيديه ، ولا جلسة أخشع منها ، وقال أيضا في آداب القراءة : ينبغي أن لا يتربع ولا يتكئ . وخبر قيلة رواه أبو داود والترمذي ، وليس بالقوي ، وللبخاري عن ابن عمر : أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم محتبيا بيديه ، وهو القرفصاء ، ولمسلم عن جابر بن سمرة [ ص: 122 ] قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا قال ابن عقيل في الفنون : من أعظم منافع الإسلام وآكد قواعد الأديان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح . فهذا أشق ما تحمله المكلف ; لأنه مقام الرسل ، حيث يثقل صاحبه على الطباع وتنفر منه نفوس أهل اللذات ، ويمقته أهل الخلاعة ، وهو إحياء للسنن ، وإماتة للبدع ، إلى أن قال : لو سكت المحقون ونطق المبطلون لتعود النشء ما شاهدوا ، وأنكروا ما لم يشاهدوا ، فمتى رام المتدين إحياء سنة أنكرها الناس وظنوها بدعة ، ولقد رأينا ذلك ، فالقائم بها يعد مبتدعا ، كمن بنى مسجدا ساذجا ، أو كتب مصحفا بلا زخرف ، أو صعد منبرا فلم يتسود ، ولم يدق بسيف مراقي المنبر ، ولم يصعد على علم ولا منارة ، ولا نشر علما ، فالويل له من مبتدع عندهم ، أو أخرج ميتا له بغير صراخ ولا تخريق ولا قراء ولا ذكر صحابة على النعش ولا قرابة . .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية