الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                334 وحدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه ليست بالحيضة ولكن هذا عرق فاغتسلي وصلي قالت عائشة فكانت تغتسل في مركن في حجرة أختها زينب بنت جحش حتى تعلو حمرة الدم الماء قال ابن شهاب فحدثت بذلك أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال يرحم الله هندا لو سمعت بهذه الفتيا والله إن كانت لتبكي لأنها كانت لا تصلي وحدثني أبو عمران محمد بن جعفر بن زياد أخبرنا إبراهيم يعنى ابن سعد عن ابن شهاب عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت جاءت أم حبيبة بنت جحش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت استحيضت سبع سنين بمثل حديث عمرو بن الحارث إلى قوله تعلو حمرة الدم الماء ولم يذكر ما بعده وحدثني محمد بن المثنى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة أن ابنة جحش كانت تستحاض سبع سنين بنحو حديثهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( إن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت ) أما قوله ختنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو بفتح الخاء والتاء المثناة من فوق ومعناه قريبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أهل اللغة : الأختان جمع ختن ، وهم أقارب زوجة الرجل . والأحماء أقارب زوج المرأة ، والأصهار يعم الجميع . وأما قوله : ( وتحت عبد الرحمن بن عوف ) فمعناه أنها زوجته ، فعرفها بشيئين : أحدهما كونها أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والثاني كونها زوجة عبد الرحمن وأما والدها جحش فهو بفتح الجيم وإسكان الحاء المهملة وبالشين المعجمة .

                                                                                                                قوله في رواية محمد بن سلمة المرادي : ( عن ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة ) هكذا وقع في هذه الرواية عن عروة بن الزبير وعمرة وهو الصواب ، وكذلك رواه ابن أبي ذئب الزهري عن عروة وعمرة وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عروة وعمرة كما رواه الزهري ، وخالفهما الأوزاعي فرواه عن الزهري عن عروة عن [ ص: 22 ] عمرة بـ ( عن ) ، جعل عروة راويا عن عمرة .

                                                                                                                وأما قول مسلم بعد هذا ( حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سفيان عن الزهري عن عمرة عن ( عائشة ) هكذا هو في الأصول ، وكذا نقله القاضي عياض عن جميع رواة مسلم إلا السمرقندي فإنه جعل عروة مكان عمرة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية