الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4759 حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة قال سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله في الرواية الثانية : ( حدثنا عمرو بن عاصم ) وقع في بعض النسخ عمرو بن حفص وهو غلط ظاهر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سئل أنس ) ظهر من الرواية الأولى أن قتادة الراوي هو السائل ، وقوله في الرواية الأولى [1] " كانت مدا " أي كانت ذات مد ، ووقع عند أبي نعيم من طريق أبي النعمان عن جرير بن حازم في هذه الرواية " كان يمد صوته مدا " وكذا أخرجه الإسماعيلي من ثلاثة طرق أخرى عن جرير بن حازم ، وكذا أخرجه ابن أبي داود من وجه آخر عن جرير ، وفي رواية له : " كان يمد قراءته " وأفاد أنه لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا جرير بن حازم وهمام بن يحيى ، وقوله في الثانية : " يمد ببسم الله " كذا وقع بموحدة قبل الموحدة التي في بسم الله ، كأنه حكى لفظ بسم الله كما حكى لفظ الرحمن في قوله : " ويمد بالرحمن " أو جعله كالكلمة الواحدة علما لذلك . ووقع عندأبي نعيم من طريق الحسن الحلواني عن عمرو بن عاصم شيخ البخاري فيه : " يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم " من غير موحدة في الثلاثة وأخرجه ابن أبي [ ص: 710 ] داود عن يعقوب بن إسحاق عن عمرو بن عاصم عن همام وجرير جميعا عن قتادة بلفظ : " يمد ببسم الله الرحمن الرحيم " بإثبات الموحدة في أوله أيضا ، وزاد في الإسناد جريرا مع همام في رواية عمرو بن عاصم . وأخرج ابن أبي داود من طريق قطبة بن مالك " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الفجر " ق " فمر بهذا الحرف : لها طلع نضيد فمد نضيد " وهو شاهد جيد لحديث أنس ، وأصله عند مسلم والترمذي والنسائي من حديث قطبة نفسه .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) : استدل بعضهم بهذا الحديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ، ورام بذلك معارضة حديث أنس أيضا المخرج في صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقرؤها في الصلاة ، وفي الاستدلال لذلك بحديث الباب نظر ، وقد أوضحته فيما كتبته من النكت على علوم الحديث لابن الصلاح ، وحاصله أنه لا يلزم من وصفه بأنه كان إذا قرأ البسملة يمد فيها أن يكون قرأ البسملة في أول الفاتحة في كل ركعة ، ولأنه إنما ورد بصورة المثال فلا تتعين البسملة ، والعلم عند الله تعالى




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية