الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
ثم اختلف القياسيون في محل القياس ، فقال جمهورهم : يجري في الأسماء والأحكام ، وقالت فرقة : لا بل لا تثبت الأسماء قياسا ، وإنما محل القياس الأحكام . ثم اختلفوا فأجراه جمهورهم في العبادات واللغات والحدود والأسباب وغيرها ، ومنعه طائفة في ذلك ، واستثنت طائفة الحدود والكفارات فقط ، واستثنت طائفة أخرى معها الأسباب . [ ص: 205 ]

وكل هؤلاء قسموه إلى ثلاثة أقسام : قياس أولى ، وقياس مثل ، وقياس أدنى ، ثم اضطربوا في تقديمه على العموم أو بالعكس على قولين ، واضطربوا في تقديمه على خبر الآحاد الصحيح ، فجمهورهم قدم الخبر .

وقال أبو بكر بن الفرج القاضي وأبو بكر الأبهري المالكيان : هو مقدم على خبر الواحد ، ولا يمكنهم ولا أحد من الفقهاء طرد هذا القول ألبتة ، بل لا بد من تناقضهم ، واضطربوا في تقديمه على الخبر المرسل ، وعلى قول الصحابي ، فمنهم من قدم القياس ، ومنهم من قدم المرسل وقول الصحابي ، وأكثرهم - بل كلهم - يقدمون هذا تارة ، وهذا تارة ، فهذا تناقضهم في التأصيل .

وأما تناقضهم في التفصيل فنذكر منه طرفا يسيرا يدل على ما وراءه من قياسهم في المسألة قياسا وتركهم فيها مثله أو ما هو أقوى منه ، أو تركهم نظير ذلك القياس أو أقوى منه في مسألة أخرى ، لا فرق بينهما ألبتة .

التالي السابق


الخدمات العلمية