الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  9734 عبد الرزاق ، عن معمر قال : أخبرني من ، سمع عكرمة يقول : " مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة ، منها أربع أو خمس يدعو إلى الإسلام سرا ، وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم ( إنا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين ) والعضين بلسان قريش : السحر يقال للساحرة : عاضهة فأمر بعداوتهم فقال : فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ثم أمر بالخروج إلى المدينة ، فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول ، ثم كانت وقعة بدر ، ففيهم أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين وفيهم نزلت سيهزم الجمع [ ص: 362 ] وفيهم نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الأمر شيء أراد الله القوم ، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم العير ، وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية ، وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم الآية ، وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا في شأن العير ( والركب أسفل منكم ) أخذوا أسفل الوادي ، هذا كله في أهل بدر ، وكانت قبل بدر بشهرين سرية ، يوم قتل الحضرمي ، ثم كانت أحد ، ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ، ثم كانت الحديبية ، وهو يوم الشجرة ، فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ، ففيها أنزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام فشهر عام الأول بشهر العام الثاني فكانت الحرمات قصاص ثم كانت الفتح بعد العمرة ، ففيها نزلت حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم غزاهم ، ولم يكونوا أعدوا له أهبة [ ص: 363 ] القتال ، ولقد قتل من قريش أربعة رهط ، ومن حلفائهم من بني بكر خمسون أو زيادة ، وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ، ثم إلى الطائف ، ثم رجع إلى المدينة ، ثم أمر أبا بكر على الحج ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم العام المقبل ، ثم ودع الناس ، ثم رجع فتوفي في ليلتين خلتا من شهر ربيع ، ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية