الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  9780 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب السختياني ، عن حميد بن هلال قال : " لما كان يوم القادسية كان على الخيل قيس بن مكشوح العبسي ، وعلى الرجالة المغيرة بن شعبة الثقفي ، وعلى الناس سعد بن أبي وقاص ، فقال قيس : قد شهدت يوم اليرموك ، ويوم أجنادين ، ويوم عبس ، ويوم فحل ، فلم أر كاليوم عديدا ، ولا حديدا ، ولا صنعة لقتال ، والله ما يرى طرفاهم ، فقال المغيرة بن شعبة : إن هذا زبد من زبد الشيطان ، وإنا لو قد حملنا عليهم قد جعل الله بعضهم على بعض ، فلا ألفينك إذا حملت عليهم برجالتي أن تحمل عليهم بخيلك في أقفيتهم ، ولكن تكف عنا خيلك واحمل على من يليك " قال : فقام رجل فقال : الله أكبر ، إني لأرى الأرض من ورائهم ، فقال المغيرة : " اجلس فإن القيام والكلام عند القتال فشل ، وإذا أراد أحدكم أن يصلي ، فليصل في مركز رمحه " ثم قال : " إني هاز دابتي ثلاثا ، فإذا هززتها المرة الأولى فتهيئوا ، ثم إذا هززتها الثالثة فتهيئوا للحملة " أو قال : " احملوا فإني حامل " قال : فهزها الثالثة ، ثم حمل وإن عليه لدرعين قال : فما وصلنا لنفسه حتى صافيهم بطعنتين وفلت بينه ، وكان الفتح قال : فجعل الله بعضهم على بعض حتى يكونوا ركاما ، فما نشاء أن نأخذ رجلين واحد منهم فنقتله إلا فعلت .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية