الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4697 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به " . رواه مسلم .

التالي السابق


4697 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من قام من مجلسه ) أي : مريدا للرجوع إليه قريبا ( ثم رجع إليه ) أي : من قريب ( فهو أحق به ) . وإنما قيدنا بقرب الرجوع ، فإن من أخذ مكانا في عرفة أو منى مثلا ورجع إليه سنة أخرى ، فليس أحق ممن سبقه خلافا لما يتوهمه العامة . قال ابن الملك أي : من كان جالسا في مجلس فقام منه ليتوضأ أو ليقضي شغلا يسيرا ، سواء ترك فيه خمرة ونحوها أو لا ، فهو أحق به ، فإذا وجد فيه من عداه فله أن يقيمه ; لأنه لم يبطل اختصاصه به اهـ . والظاهر أنه إذا لم يترك فيه شيئا بطل اختصاصه رجوعا للمباح إلى أصله ، ويدل عليه ما سيأتي أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس فقام فأراد الرجوع نزع نعله الحديث . وقد ذكر النووي ما سبق من غير تعميم ، وقال : قال أصحابنا : الحديث فيمن جلس إلخ . ثم قال : وقال بعضهم : هذا مستحب ولا يجب ، والصواب الأول وإنما يكون أحق به في تلك الصلاة وحدها . ( رواه مسلم ) .

الفصل الثاني




الخدمات العلمية