الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4698 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح .

التالي السابق


الفصل الثاني

4698 - ( عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : لم يكن شخص أحب إليهم ) أي : إلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ( من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا ) أي : جميعهم ( إذا رأوه ) أي : مقبلا

[ ص: 2974 ] ( لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك ) . أي : لقيامهم تواضعا لربه ومخالفة لعادة المتكبرين والمتجبرين ، بل اختار الثبات على عادة العرب في ترك التكلف في قيامهم وجلوسهم ، وأكلهم وشربهم ، ولبسهم ومشيهم ، وسائر أفعالهم وأخلاقهم ، ولذا روي : " أنا وأتقياء أمتي برآء من التكلف " . قال الطيبي : ولعل الكراهية بسبب المحبة المقتضية للاتحاد الموجب لرفع التكلف والحشمة ، ويدل عليه قوله : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال الإمام أبو حامد : مهما تم الاتحاد خفت الحقوق بينهم مثل القيام والاعتذار والثناء ، فإنه وإن كانت من حقوق الصحبة ، لكن في ضمنها نوع من الأجنبية والتكلف ، فإذا تم الاتحاد انطوى بساط التكلف بالكلية ، فلا يسلك به إلا مسلك نفسه ; لأن هذه الآداب الظاهرة عنوان الآداب الباطنة ، فإذا صفت القلوب بالمحبة استغنت عن تكلف إظهار ما فيها ، والحاصل أن القيام وتركه مختلف بحسب الأزمان والأشخاص والأحوال والله أعلم . ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ) .




الخدمات العلمية