الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2147 7 - ( حدثنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير - يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما - قال : قد سمعته يحدثه عن سعيد قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : حدثني أبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلقا ، فوجدا جدارا يريد أن ينقض ، قال سعيد بيده هكذا ، ورفع يديه فاستقام ، قال يعلى : حسبت أن سعيدا قال : فمسحه بيده فاستقام لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال سعيد : أجرا نأكله ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم ثمانية ، الأول : إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق ، يعرف بالصغير ، الثاني : هشام بن يوسف ، أبو عبد الرحمن ، قاضي اليمن ، الثالث : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، الرابع : يعلى بن مسلم بن هرمز ، الخامس : عمرو بن دينار القرشي الأثرم ، السادس : سعيد بن جبير ، السابع : عبد الله بن عباس ، الثامن : أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنهما - .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع ، وبصيغة الإفراد في موضعين ، وبصيغة الإخبار بجمع في موضع وبصيغة الإفراد في موضعين ، وفيه السماع ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه القول في ستة مواضع ، وفيه أن شيخه رازي ، وأن هشاما يماني ، وأن ابن جريج وعمرا مكيان ، وسعيد بن جبير كوفي ، وفيه يروي ابن جريج عن شيخين ، وفيه يزيد أحدهما أي يعلى أو عمرا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سمعته " الضمير فيه يرجع إلى الغير ، أي قال ابن جريج : وسمعت غيرهما أيضا يحدث عن سعيد بن جبير ، قال الكرماني : يلزم من زيادة أحدهما على صاحبه نوع محال ، وهو أن يكون الشيء مزيدا ومزيدا عليه ، ثم أجاب بأنه إن أراد بأحدهما واحدا معينا منهما فلا إشكال ، وإن أراد كل واحد منهما فمعناه أنه يزيد شيئا غير ما زاده الآخر ، فهو مزيد باعتبار شيء مزيد عليه باعتبار شيء آخر ، ثم قال : هذا المروي مجهول إذ لا يعلم الزيادة منه ، ثم أجاب علم من سياقه زيادة يعلى إذ قال حسبت .

                                                                                                                                                                                  وقد ذكرنا تعدد موضعه ومن أخرجه غيره وما يتعلق به من كل الوجوه في كتاب العلم في باب ذهاب موسى في البحر إلى الخضر ، وهنا ذكر قطعة من حديث موسى والخضر ، وقد أورده مستوفى في التفسير ، قوله : " يريد " نسبة الإرادة إلى الجدار مجاز ، وفيه حجة على من ينكر المجاز ، قوله : أن ينقض ، وقرئ ينقاض ، أي ينقلع من أصله ، ويقال للبئر إذا انهارت : انقاضت ، بالضاد المعجمة ، وقرئ بالمهملة موضع الألف أي ينشق طولا ، قوله : ( ورفع يديه ) أي إلى الجدار ، فاستقام وهو تفسير لقوله : " فأقامه " ، وروى يده بالإفراد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية