الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2149 9 - ( حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا ، فقال : من يعمل لي نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط ، ثم عملت النصارى على قيراط قيراط ، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين ، فغضبت اليهود والنصارى ، وقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ، قال : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا : لا ، فقال : فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال : لفظ نحن أكثر عملا من قول اليهود خاصة ، كقوله تعالى : نسيا حوتهما والناسي هو يوشع ، وقوله تعالى : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان والحال أنه لا يخرج إلا من المالح ، هذا طريق آخر في الحديث المذكور ، قوله : " واليهود " عطف على المضمر المجرور بدون إعادة الخافض وهو جائز على رأي الكوفيين ، وقيل : يجوز الرفع على تقدير : ومثل اليهود والنصارى على حذف المضاف وإعطاء المضاف إليه إعرابه ، وقيل : في أصل أبي ذر بالنصب ، ووجهه أن تكون الواو بمعنى مع قوله : " على قيراط قيراط " بالتكرار ; ليدل على تقسيم القراريط على جميعهم ، قوله : " إلى مغارب الشمس " [ ص: 89 ] ووقع في رواية سفيان الآتية في فضائل القرآن إلى مغرب الشمس على الإفراد ، وهو الأصل ، وهنا الجمع كأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف المختلفة الأزمنة إلى يوم القيامة ، قوله : " هل ظلمتكم " أي هل نقصتكم ، فإن قلت : لم كان للمؤمنين قيراطان ، قلت : لإيمانهم بموسى وعيسى - عليهما السلام - لأن التصديق أيضا عمل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية