الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      أزلهما بمعنى: استزلهما ، وقرأ حمزة: (فأزالهما) ، أراد: نحاهما . قال أبو علي الفارسي: لما كان معنى اسكن أنت وزوجك الجنة اثبتا فيها ، فثبتا; قابل حمزة الثبات بالزوال الذي يخالفه ، ويقوي قراءته: فأخرجهما .

                                                                                                                                                                                                                                      والشيطان: إبليس ، وأضيف الفعل إليه ، لأنه السبب . وفي هاء (عنها) ثلاثة أقوال: أحدها: أنها تعود إلى الجنة . والثاني: ترجع إلى الطاعة . والثالث: ترجع إلى الشجرة . فمعناه: فأزلهما بزلة صدرت عن الشجرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي كيفية إزلاله لهما ، ثلاثة أقوال . أحدها: أنه احتال حتى دخل إليهما الجنة ، وكان الذي أدخله الحية ، قاله ابن عباس ، والسدي . والثاني: أنه وقف على باب الجنة ، وناداهما ، قاله الحسن . والثالث: أنه وسوس إليهما ، وأوقع في نفوسهما من غير مخاطبة [ ص: 68 ] ولا مشاهدة ، قاله ابن إسحاق ، وفيه بعد . قال الزجاج: الأجود: أن يكون خاطبها ، لقوله: (وقاسمهما) .

                                                                                                                                                                                                                                      واختلف العلماء في معصية آدم بالأكل ، فقال قوم: إنه نهي عن شجرة بعينها ، فأكل من جنسها . وقال آخرون: تأول الكراهة في النهي دون التحريم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية