الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

4730 - عن عمرو بن الشريد ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي . قال : " أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟ " . رواه أبو داود .

التالي السابق


الفصل الثالث

4730 - ( عن عمرو بن الشريد ) تابعي ( عن أبيه ) أي : شريد بن السويد الثقفي ، روى عنه نفر وهو صحابي مشهور ( قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا ) : المشار إليه المفسر بقوله : ( وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي ) أي : اليمنى ، والألية بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام .

[ ص: 2985 ] ( فقال ) أي : منكرا علي ( أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟ ) القعدة بالكسر للنوع والهيئة ، والظاهر أن عكس فعله أيضا يتعلق به الإنكار ، وكذا وضع اليدين وراء ظهره متكئا عليهما من قعدة المتكبرين ، لكن في أخذه من الحديث محل تردد . قال الطيبي : والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ، وفي التخصيص بالذكر فائدتان : إحداهما : أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى ، والأخرى أن المسلم ممن أنعم الله عليه ، فينبغي أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه اهـ . وفي كون اليهود هم المراد من المغضوب عليهم هنا محل بحث ، وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم ، والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما . نعم ورد في حديث صحيح : أن المغضوب عليهم في سورة الفاتحة هم اليهود ، وقد بينا وجهه في أول شرح حزب الفتح . ( رواه أبو داود )




الخدمات العلمية