الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الرابعة والعشرون قوله تعالى : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } . فيها ثلاث مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : في سبب نزولها : روى البخاري عن أنس قال : كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة ، فنزل تحريم الخمر ، فأمر مناديا ينادي ; فقال أبو طلحة : اخرج فانظر ما هذا الصوت ; قال : فخرجت ، فقلت : هذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت . فقال لي : اذهب فأهرقها ، وكان الخمر من الفضيخ . قال : فجرت في سكك المدينة . فقال بعض القوم : قتل قوم وهي في بطونهم . قال : فأنزل الله تعالى : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } إلى قوله : { المحسنين } . وقد روي نحوه صحيحا عن البراء أيضا . [ ص: 167 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية نزلت الآية فيمن شرب الخمر ، ثم قال فيه : إذا ما طعموا ; فكان ذلك دليلا على تسمية الشرب طعاما ، وقد قدمنا ذلك في سورة البقرة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية