الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              خاتمة الكتاب فيما يعرف به تاريخ الناسخ

              فيما يعرف به تاريخ الناسخ

              اعلم أنه إذا تناقض نصان فالناسخ هو المتأخر ، ولا يعرف تأخره بدليل العقل ولا بقياس الشرع بل بمجرد النقل ، ذلك بطرق :

              الأول : أن يكون في اللفظ ما يدل عليه كقوله عليه السلام : { كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي فالآن ادخروها } ، وكقوله صلى الله عليه وسلم : { كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها } .

              الثاني : أن تجمع الأمة في حكم على أنه المنسوخ وأن ناسخه الآخر .

              الثالث : أن يذكر الراوي التاريخ مثل أن يقول : سمعت عام الخندق أو عام الفتح وكان المنسوخ معلوما قبله ، ولا فرق بين أن يروي الناسخ والمنسوخ راو واحد أو راويان . ولا يثبت التاريخ بطرق :

              الأول : أن يقول الصحابي كان الحكم علينا كذا ثم نسخ لأنه ربما قاله عن اجتهاد .

              الثاني : أن يكون أحدهما مثبتا في المصحف بعد الآخر ; لأن السور والآيات ليس إثباتها على ترتيب النزول بل ربما قدم المتأخر .

              الثالث : أن يكون راويه من أحداث الصحابة فقد ينقل الصبي عمن تقدمت صحبته وقد ينقل الأكابر عن الأصاغر وبعكسه .

              الرابع : أن يكون الراوي أسلم عام الفتح ولم يقل إني سمعت عام الفتح ; إذ لعله سمع في حالة كفره ثم روى بعد الإسلام أو سمع ممن سبق بالإسلام .

              الخامس : أن يكون الراوي قد انقطعت صحبته ، فربما يظن أن حديثه مقدم على حديث من بقيت صحبته وليس من ضرورة من تأخرت صحبته أن يكون حديثه متأخرا عن وقت انقطاع صحبة غيره .

              السادس : أن يكون أحد الخبرين على وفق قضية العقل والبراءة الأصلية ، فربما يظن تقدمه ولا يلزم ذلك ، كقوله صلى الله عليه وسلم : { لا وضوء مما مسته النار } ، ولا يلزم أن يكون متقدما على إيجاب الوضوء مما مست النار ; إذ يحتمل أنه أوجب ثم نسخ والله أعلم . وقد فرغنا من الأصل الأول من الأصول الأربعة وهو الكتاب ، ويتلوه القول في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

              التالي السابق


              الخدمات العلمية