الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      165 - وهو الذي جعلكم خلائف الأرض لأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فأمته قد خلفت سائر الأمم، أو لأن بعضهم يخلف بعضا، أو هم خلفاء الله في أرضه يملكونها، ويتصرفون فيها ورفع بعضكم فوق بعض في الشرف، والرزق، وغير ذلك درجات مفعول ثان، أو التقدير: إلى درجات، أو هي واقعة موقع المصدر، كأنه قيل: رفعة بعد رفعة. ليبلوكم في ما آتاكم فيما أعطاكم من نعمة الجاه والمال، كيف تشكرون تلك النعمة، وكيف يصنع الشريف بالوضيع، والغني بالفقير، والمالك بالمملوك؟ إن ربك سريع العقاب لمن كفر وإنه لغفور رحيم لمن قام بشكرها. ووصف العقاب بالسرعة; لأن ما هو آت قريب وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب [النحل: 77] عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ ثلاث آيات من أول الأنعام حين يصبح، وكل الله تعالى به سبعين ألف ملك يحفظونه، وكتب له مثل أعمالهم إلى يوم القيامة".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية