الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا معاذ بن هشام حدثني ) وفي نسخة قال : حدثني ( أبي عن قتادة عن أنس بن مالك قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي حين رجع من الحديبية ( أن يكتب ) أي المكاتيب التي فيها الدعوة إلى الله تعالى ، ويرسلها ( إلى العجم ) أي عظمائهم وملوكهم ، ففي رواية البخاري دلالة أن العجم هم الروم لكن حديث أنس فيما بعد يفسره بالأعم ( قيل له أن العجم ) قيل قائل ذلك من العجم .

وقيل : من قريش ويؤيده ما في مرسل طاوس عند ابن سعد أن قريشا هم الذين قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا منع من الجمع ( لا يقبلون ) أي لا يعتمدون ( إلا كتابا عليه خاتم ) بالفتح ويكسر أي وضع عليه خاتم ، وقيل : فيه حذف مضاف أي عليه نقش خاتم ، وسبب عدم اعتمادهم له عدم الثقة بما فيه ، أو أنه ترك منه شعار تعظيمهم ، وهو الختم أو الإشعار بأن ما يعرض عليهم ينبغي أن لا يطلع عليه غيرهم ، كذا ذكره ابن حجر ، ولا يخفى أن الختم الذي شعارهم ويكون سببا لعدم اطلاع غيرهم ، هو ختم الورق ، وهو لا يلايم اصطناع الخاتم اللهم إلا أن يقال المراد هو الجمع بينهما ( فاصطنع خاتما ) أي أمر أن يصنع له ، قال ميرك : وروي ( اضطرب ) أي سأل أن يصنع أو يضرب ، كما يقال : اكتتب إذا سأل أن يكتب كذا في الفائق ( كأني ) وفي نسخة فكأني ( أنظر إلى بياضه ) أي بياض الخاتم ; لأنه كان من فضة ، وقيل : أراد به كمال إتقانه لهذا الخبر فكأنه يخبر عن مشاهدته ( في كفه ) ظاهره أنه [ ص: 174 ] من باطن إصبعه ، وفي القاموس الكف اليد أو إلى الكوع .

التالي السابق


الخدمات العلمية