الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 354 ] مسألة : القراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه ; لأن النظر فيه عبادة مطلوبة :

قال النووي : هكذا قاله أصحابنا والسلف أيضا ، ولم أر فيه خلافا . قال : ولو قيل إنه يختلف باختلاف الأشخاص ، فيختار القراءة فيه لمن استوى خشوعه وتدبره في حالتي القراءة فيه ومن الحفظ . ويختار القراءة من الحفظ - لمن يكمل بذلك خشوعه ، ويزيد على خشوعه وتدبره لو قرأ من المصحف ; لكان هذا قولا حسنا .

قلت : ومن أدلة القراءة في المصحف ما أخرجه الطبراني والبيهقي في الشعب من [ ص: 355 ] حديث أوس الثقفي مرفوعا : قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف ألفي درجة .

وأخرج أبو عبيد بسند ضعيف فضل قراءة القرآن نظرا ، على من يقرؤه ظاهرا ، كفضل الفريضة على النافلة .

وأخرج البيهقي عن ابن مسعود مرفوعا : من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف ، وقال : إنه منكر .

وأخرج بسند حسن موقوفا : أديموا النظر في المصحف .

وحكى الزركشي في " البرهان " ما بحثه النووي قولا ، وحكى معه قولا ثالثا : إن القراءة من الحفظ أفضل مطلقا ، وإن ابن عبد السلام اختاره ; لأن فيه من التدبر ما لا يحصل بالقراءة في المصحف .

التالي السابق


الخدمات العلمية