الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا يزيد بن الأصم : أن رجلا كان ذا بأس وكان يوفد على - عمر لبأسه وكان من أهل الشام ، وأن - عمر فقده فسأل عنه فقيل له : تتابع في هذا الشراب فدعا كاتبه فقال اكتب : من - عمر بن الخطاب إلى فلان ، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، ثم دعا وأمن من عنده ودعوا له أن يقبل الله بقلبه وأن يتوب عليه ، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأ ويقول : غافر الذنب قد وعدني الله أن يغفر لي ، وقابل التوب شديد العقاب . قد حذرني الله عقابه ، ذي الطول ، والطول الخير الكثير ، لا إله إلا هو إليه المصير ، فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع [ ص: 98 ] فأحسن النزع ، فلما بلغ - عمر أمره ، قال : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل فسددوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا يزيد بن الأصم ، قال : إن رجلا في الجاهلية شرب فسكر فجعل يتناول القمر ، فحلف لا يدعه حتى ينزله ، فيثب الوثبة ويخر ويكدح وجهه ، فلم يزل يفعل ذلك حتى خر فنام ، فلما أصبح قال لأهله : ويحكم ما شأني ؟ قالوا : كنت تحلف لتنزلن القمر فتثب فتخر فهذا الذي لقيت منه ما لقيت ، قال : أرأيت شرابا حملني على أن أنزل القمر ، لا والله لا أعود إليه أبدا .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن سعيد الرقي ، ثنا أبو عمر هلال ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا بعض أصحابنا ، عن سفيان بن عيينة ، قال : كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي حين خرج : أما بعد فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن ينفضوك ، وقل شيء نفض إلا قلق ، وإني أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق أو كالمسبق للسراب ، واصبر إن وعد الله حق ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية