الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال كنت أنا ومحمد بن يحيى بن حبان جالسين فدعا محمد رجلا فقال أخبرني بالذي سمعت من أبيك فقال الرجل أخبرني أبي أنه أتى زيد بن ثابت فقال له كيف ترى في قراءة القرآن في سبع فقال زيد حسن ولأن أقرأه في نصف أو عشر أحب إلي وسلني لم ذاك قال فإني أسألك قال زيد لكي أتدبره وأقف عليه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          471 473 - ( مالك ، عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( أنه قال : كنت أنا ومحمد بن يحيى بن حبان ) بفتح المهملة وشد الموحدة ، ابن منقذ الأنصاري المدني ، ثقة ، ثبت ، فقيه ، ( جالسين فدعا محمد رجلا فقال : أخبرني بالذي سمعت من أبيك ، فقال الرجل : أخبرني أبي أنه أتى زيد بن ثابت ) ابن الضحاك بن لوذان الأنصاري النجاري ، صحابي كتب الوحي ، قال مسروق : كان من الراسخين في العلم ، مات سنة خمس أو ثمان وأربعين وقيل بعد الخمسين

                                                                                                          ( فقال له : كيف ترى في قراءة القرآن في سبع ؟ فقال زيد : حسن ) لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، لعبد الله بن عمرو : " اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك " ، ( ولأن أقرأه في نصف ) من الشهر ( أو عشر أحب إلي ) قال ابن [ ص: 7 ] عبد البر : كذا رواه يحيى ، وأظنه وهما ، ورواه ابن وهب وابن بكير وابن القاسم : " لأن أقرأه في عشرين أو نصف شهر أحب إلي " . وكذا رواه شعبة ( وسلني لم ذاك ؟ قال : فإني أسألك ، قال زيد : لكي أتدبره وأقف عليه ) ويعضده قوله تعالى : ( ليدبروا آياته ) ( سورة ص : الآية 29 ) ، وقال تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) ( سورة المزمل : الآية 4 ) ، وقال تعالى : ( لتقرأه على الناس على مكث ) ( سورة الإسراء : الآية 106 ) ، وقال صلى الله عليه وسلم " من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه " . وقال : " لا يختم القرآن في أقل من ثلاث " . وقال حمزة لابن عباس : إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث ، قال : " لأن أقرأ سورة البقرة في ليلة أتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله حدرا كما تقول ، وإن كنت لا بد فاعلا فاقرأ ما تسمعه أذنك ويفهمه قلبك " .

                                                                                                          وسئل مجاهد عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وقرأ الآخر البقرة وآل عمران ، فكان ركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء ، أيهما أفضل ؟ قال : الذي قرأ البقرة ، ثم قرأ : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ) ( سورة الإسراء : الآية 106 ) قال الباجي : ذهب الجمهور إلى تفضيل الترتيل ، وكانت قراءة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، موصوفة بذلك .

                                                                                                          قالت عائشة : " كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها " ، وهو مروي عن أكثر الصحابة ، وقول مالك : من الناس من إذا حدر كان أخف عليه ، وإذا رتل أخطأ ، ومنهم من لا يحسن الحدر ، والناس في ذلك على ما يخف عليهم ، وذلك واسع ، معناه أنه يستحب لكل إنسان ملازمة ما يوافق طبعه ويخف عليه ، فربما تكلف ما يشق عليه فيقطعه عن القراءة أو الإكثار منها فلا يخالف أن الأفضل الترتيل لمن تساوى في حاله الأمران .




                                                                                                          الخدمات العلمية