الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5862 [ ص: 646 ] 119 - باب: من نكت العود في الماء والطين

                                                                                                                                                                                                                              6216 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عثمان بن غياث، حدثنا أبو عثمان، عن أبي موسى، أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " افتح [له] وبشره بالجنة". فذهبت فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر فقال: "افتح له وبشره بالجنة". فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر - وكان متكئا فجلس - فقال: "افتح [له] وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه أو تكون". فذهبت فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال، قال: الله المستعان. [انظر: 3674 - مسلم: 2403 - فتح: 10 \ 597]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي موسى - رضي الله عنه - أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال: "افتح له وبشره بالجنة" .. الحديث. فذكر عمر وعثمان أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              والحائط: البستان، سمي بذلك لأجل الحائط المبني حوله، حوطه عليه، وحيطان: أصله حوطان، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (يضرب به). وفي الباب الآتي: فجعل ينكت في الأرض بعود، وهو بمعنى الأول، إذ هو الضرب بالقضيب فيؤثر فيها، وهو ثلاثي مضموم الكاف، قاله ابن التين: وهذه عادة العرب أخذ المخصرة والعصي والاعتماد عليها عند الكلام والمحافل والخطبة، وهو مأخوذ من أصل كريم ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل، وقد جمع الله تعالى لموسى - عليه السلام - في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون، واتخذها سليمان بن داود لخطبته موعظة وطول

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 647 ] صلاته، وكان ابن مسعود صاحب عصا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنزته، وكان - عليه السلام - يخطب بالقضيب، وكفى بذلك دليلا على شرف حال العصا، وعلى ذلك الخلفاء والخطباء، وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها على المعاني، وهم طائفة تبغض العرب وتذكر أمثالها وتفضل عليها العجم، وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها. وسلف عنه - عليه السلام - أنه طاف يستلم الركن بمحجن، وهي عصا محنية الرأس.

                                                                                                                                                                                                                              وقال مالك: كان عطاء بن يسار يمسك المخصرة يستعين بها، وكانت العصا لا تفارق سليمان بن داود في مصافاته، وقال مالك: كان عطاء بن يسار يمسك المخصرة يستعين بها . والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب، يتقوى بها عند قيامه، وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها، حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم، وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية