الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      ........... وعامل والإنسان قد ضمنا التنزيل قل والبهتان

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف "عامل"، و: "الإنسان" و: "البهتان".

      أما "عامل" ففي "آل عمران": أني لا أضيع عمل عامل .

      وفي "هود": إني عامل فسوف تعلمون ، وهو متعدد.

      وظاهر [ ص: 101 ] إطلاق الناظم يقتضي أن لفظ "عامل" محذوف في "التنزيل" حيث وقع في القرآن، وليس كذلك؛ إذ قد نص في "التنزيل" على ثبت ألف "عامل" من قوله تعالى: إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ، في الأنعام وعبارته فيها، وعامل هنا بألف. اه.

      وأما الإنسان ففي "النساء": وخلق الإنسان ضعيفا .

      وفي "الإسراء": وكل إنسان ألزمناه طائره ، وهو متعدد ومنوع كما مثل.

      وأما "البهتان" ففي "النساء": أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا .

      وفيها أيضا: وقولهم على مريم بهتانا عظيما ، وهو متعدد مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا، ومنوع، نحو: ولا يأتين ببهتان ، والعمل عندنا على الحذف في "عامل" حيث وقع إلا "عامل" الواقع في "الأنعام"، فالعمل عندنا على إثبات ألفه، وعلى الحذف في "الإنسان"، و: "البهتان" حيث وقعا.

      وقوله: "ضمنا" فعل ماض مبني للنائب متعد إلى مفعولين أولهما ألف الاثنين المتصلة به العائدة على لفظ "عامل"، و: "الإنسان"، وهي نائب الفاعل، وثانيهما قوله: "التنزيل"، ومعنى ضمن أودع.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية