الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 191 ] الثاني : إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط ، مشهورا بالصدق والستر فروي حديثه من غير وجه قوي وارتفع من الحسن إلى الصحيح .

        التالي السابق


        الثاني : ( إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط ) مع كونه ( مشهورا بالصدق والستر ) وقد علم أن من هذا حاله فحديثه حسن ( فروي حديثه من غير وجه ) ولو وجها واحدا آخر كما يشير إليه تعليل ابن الصلاح ( قوي ) بالمتابعة وزال ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء الحفظ ، وانجبر بها ذلك النقص اليسير ، ( وارتفع ) حديثه ( من ) درجة ( الحسن إلى ) درجة ( الصحيح ) .

        قال ابن الصلاح : مثاله حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .

        فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكن لم يكن من أهل الإتقان ، حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه [ ص: 192 ] وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه روي من أوجه أخر حكمنا بصحته ، والمتابعة في هذا الحديث ليست لمحمد عن أبي سلمة بل لأبي سلمة عن أبي هريرة ، فقد رواه عنه أيضا الأعرج ، وسعيد المقبري ، وأبوه وغيرهم .

        ومثل غير ابن الصلاح بحديث البخاري عن أبي بن العباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده في ذكر خيل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أبيا هذا ضعفه - لسوء حفظه - أحمد وابن معين والنسائي ، وحديثه حسن ، لكن تابعه عليه أخوه عبد المهيمن فارتقى إلى درجة الصحة .




        الخدمات العلمية