الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 140 ] أخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم والطبراني ، وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإن لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله كثيرا، فإذا جلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : ما من شيء أحب إلى الله من قراءة القرآن والذكر، ولولا ذلك ما أمر الله الناس بالصلاة والقتال : ألا ترون أنه قد أمر الناس بالذكر عند القتال فقال : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون عند الضراب بالسيوف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر قال : أشد الأعمال ثلاثة، ذكر الله على كل حال وإنصافك من نفسك ومواساة الأخ في المال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة عن عبد الله بن أبي أوفى [ ص: 141 ] وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تتمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم ستبلون بهم وسلوا الله العافية، فإذا جاءوكم يبرقون ويرجفون ويصيحون بالأرض فالأرض الأرض جلوسا ثم قولوا : اللهم ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت . فإذا دنوا منكم فثوروا إليهم واعلموا أن الجنة تحت البارقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال : وجب الإنصات والذكر عند الرجف ثم تلا : واذكروا الله كثيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم قال : لما ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة قال ابن رواحة : يا رسول الله، مرني بشيء أحفظه عنك قال : إنك قادم غدا بلدا السجود به قليل فأكثر السجود، قال : زدني، قال : اذكر الله فإنه عون لك على ما تطالب، قال : زدني، قال : يا ابن رواحة ما عجزت فلا تعجزن إن أسأت عشرا أن تحسن واحدة، فقال ابن رواحة : لا أسألك عن شيء بعدها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 142 ] وأخرج الحاكم وصححه عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الصوت عند القتال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند ثلاث، عند القتال وعند القرآن وعند الجنائز .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره رفع الصوت عند ثلاث، عند الجنازة وإذا التقى الزحفان وعند قراءة القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية