الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1278 [ ص: 121 ] حديث ثالث وعشرون لعبد الله بن دينار

عبد الله بن دينار ، عن سليمان بن يسار حديثان :

مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن سليمان بن يسار ، وعن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة .

التالي السابق


هكذا في كتاب يحيى ، وعن عروة بن الزبير بواو العطف ، وهو خطأ ، والصواب في إسناد هذا الحديث : سليمان بن يسار ، عن عروة بن الزبير ، وكذلك هو عند القعنبي ، وابن بكير ، وابن وهب ، وابن القاسم ، والتنيسي ، وأبي المصعب وجماعتهم في الموطأ ، عن مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن سليمان بن يسار ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، [ ص: 122 ] وهو معروف لسليمان بن يسار ، عن عروة ، وغير نكير رواية النظير عن النظير ، فكيف وسليمان دون عروة في السن واللقاء ، وإن كانا جميعا من فقهاء عصرهما ، وقد روى هذا الحديث عن عروة - مكحول الشامي ، وهو من كبار التابعين أيضا ، ورواه عن عروة ابن شهاب ، وهشام بن عروة وجماعة .

ذكر ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن مكحول ، عن عروة ، عن عائشة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب .

ورواه يحيى القطان ، عن مالك كما رواه سائر أصحاب مالك غير يحيى بن يحيى ، وحسبك بيحيى بن سعيد القطان إتقانا وحفظا وجلالة .

قرأت على عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن عبد السلام ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن دينار ، عن سليمان بن يسار ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما حرمت الولادة حرمت الرضاعة وهذا الحديث واضح المعنى .

وفيه دليل على أن لبن الفحل يحرم ، وإن كان محتملا للتأويل ، وقد مضى القول مستوعبا في لبن الفحل ، وما في ذلك من التنازع بين العلماء مجودا في باب ابن شهاب ، عن عروة من كتابنا هذا ، فلا وجه لإعادة ذلك هاهنا .




الخدمات العلمية