الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7272 ص: وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى فيما احتجوا به عليهم من الآثار التي ذكرنا: أن حديث عبد الله بن عمرو إنما يدور على عبد الله بن عبد الرحمن -وليس عندهم بالذي يحتج بروايته- ثم هو أيضا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وذلك عندهم أيضا ليس سماعا، فكيف يحتجون على خصمهم بما لو احتج به عليهم لم يسوغوه ذلك؟!

                                                وأما حديث ابن لهيعة فبين الاضطراب، مرة يحدث عن عقيل، ومرة عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب، ومرة عن خالد بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب، ومرة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة وأبي واقد، قد ذكرنا ذلك كله في هذا الباب.

                                                [ ص: 439 ] وبعد فمذهبهم في ابن لهيعة ما قد شرحناه في غير موضع من هذا الكتاب، وأما حديث عبد الله بن عمر فإنما يدور على ما رواه على عبد الله بن عامر وهو عندهم ضعيف، وإنما أصل هذا الحديث عن ابن عمر نفسه.

                                                حدثنا يحيى بن عثمان ، قال: ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم ، عن نافع بن أبي نعيم ، عن نافع ، عن ابن عمر مثله، ولم يرفعه.

                                                فهذا هو أصل هذا الحديث.

                                                وأما حديث كثير بن عبد الله ، فإنما هو عن كتابه إلى ابن وهب، ، وهم لا يجعلون ما سمع منه حجة فكيف ما لم يسمع منه؟!.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان لأهل المقالة الثانية على أهل المقالة الأولى في الأحاديث التي احتجوا بها عليهم.. إلى آخره وأراد بها الجواب عن الأحاديث المذكورة، فإنها لا تصلح للاحتجاج، بيانه: أن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فيه علتان:

                                                الأولى: أنه يدور على عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، وهو ضعيف، وقد ذكرنا عن قريب ما قالوا فيه.

                                                الثانية: أنه عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده، فحديثه عندهم صحيفة ليس بسماع، فكيف يحتجون به على الخصم؟!.

                                                وأما حديث أبي واقد وعائشة ففيه علتان أيضا:

                                                الأولى: أنه مضطرب، وقد بينته في الكتاب.

                                                الثانية: أن في سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف عندهم.

                                                وأما حديث عبد الله بن عمر ففيه علتان أيضا:

                                                الأولى: أن في سنده عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف متروك الحديث، قاله أبو زرعة، وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال أيضا: ليس بشيء ضعيف الحديث.

                                                [ ص: 440 ] والثانية: أن أصله موقوفا على ابن عمر، وأخرجه عن يحيى بن عثمان ، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي المصري ، عن عبد الرحمن بن القاسم بن خالد الفقيه المصري رواية المسائل عن مالك وهو ثقة مأمون.

                                                يروي عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أحد القراء السبعة، عن نافع مولى ابن عمر ، عن عبد الله بن عمر .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا خالد بن مخلد، قال: نافع بن أبي نعيم، قال: سمعت نافعا قال: قال عبد الله بن عمر: "التكبير في العيدين سبع وخمس".

                                                وأما حديث كثير بن عبد الله ، عن أبيه، عن جده، فقد استوفينا الكلام فيه عن قريب.




                                                الخدمات العلمية