الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5922 6278 - حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا يزيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة أنه قدم الشأم.

                                                                                                                                                                                                                              وحدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين فقال: اللهم ارزقني جليسا. فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره؟ -يعني: حذيفة- أليس فيكم -أو كان فيكم- الذي أجاره الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الشيطان؟ -يعني: عمارا- أوليس فيكم صاحب السواك والوساد؟ -يعني ابن مسعود - كيف كان عبد الله يقرأ: والليل إذا يغشى [الليل: 1]. قال: الذكر والأنثى [الليل: 3]. فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني، وقد سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 3287 - مسلم: 824 - فتح: 11 \ 68]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عبد الله بن عمرو، أنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه.. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 131 ] وحديث يحيى بن جعفر، ثنا يزيد (عن شعبة) عن مغيرة -يعني: ابن مقسم الضبي- عن إبراهيم -يعني: النخعي- عن علقمة أنه قدم الشأم.

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية: ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين. إلى أن قال: (أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره؟ يعني: حذيفة) أليس فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله من الشيطان؟ -يعني: عمارا- أوليس فيكم صاحب السواك والوساد؟ يعني ابن مسعود ..الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              و (يحيى) شيخ البخاري هو أبو زكريا، والده جعفر بن أعين أزدي بارقي نجاري بيكندي من أفراده عن الخمسة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين روى عن يزيد بن هارون وغيره.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب: فيه: إكرام السلطان والعالم، وإلقاء الوسادة له.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن السلطان والعالم يزور أصحابه، ويقصدهم في منازلهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه من دينهم.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: جواز رد الكرامة على أهلها إذا لم يردها الذي خص بها; لأنه - عليه السلام - لم يجلس على الوسادة حين ألقيت له وجلس على الأرض.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: إيثار التواضع على الترفع، وحمل النفس على التذلل.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن خدمة السلطان يجب أن يعرف كل واحد منهم بخطئه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 132 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              المراد بالسر -فيما قيل- أنه - عليه السلام - أسر إليه بأسماء سبعة عشر من المنافقين لم يعلمهم لأحد غيره وكان عمر - رضي الله عنه - إذا مات من يشك فيه رصد حذيفة فإن خرج لجنازته وإلا لم يخرج.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (أليس فيكم صاحب السواك والوسادة؟) يريد لم يكن له سواهما جهازا، وأعطاه إياهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي غير هذا الموضع زيادة: (صاحب (السرار) ).

                                                                                                                                                                                                                              وقال الخطابي: السواد: السرار.

                                                                                                                                                                                                                              وهو ما روي عنه أنه - عليه السلام - قال له: "إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتسمع لسوادي" وكان - عليه السلام - يختص عبد الله اختصاصا شديدا، لا يحجبه إذا جاء، ولا يرده إذا سأله.

                                                                                                                                                                                                                              قيل: وكان علقمة سيد تابعي الكوفة، وكان مالك يفضله على صحابة عبد الله وكانت عائشة - رضي الله عنها - تفضل الأسود، وكان بعضهم يفضل أبا ميسرة.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة: في مناقب عمار:

                                                                                                                                                                                                                              ما أخرجه ابن سعد عن الحسن قال: قال عمار بن ياسر: قد قاتلت مع رسول الله الإنس والجن، فقيل له: هذا قاتلت الإنس، فكيف قاتلت الجن؟! قال: نزلنا مع رسول الله منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه سيأتيك من يمنعك من الماء" فلما كنت

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 133 ] على رأس البئر، إذا رجل أسود كأنه مرس فقال: لا والله لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا، فأخذته وأخذني، فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت به أنفه ووجهه، ثم ملأت قربتي، فأتيت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هل أتاك على الماء من أحد؟ " فقلت: عبد أسود. قال: "ما صنعت به؟ " فأخبرته فقال: "أتدري من هو؟ " قلت: لا. قال: "ذاك الشيطان جاء يمنعك من الماء".





                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية