الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قوله تعالى { كتب عليكم } : وقد تقدم .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية قوله تعالى : { الصيام } : وهو في اللغة عبارة عن الإمساك المطلق لا خلاف فيه ولا معنى له غيره ، ولو كان القول هكذا خاصة لكان فيه كلام في العموم والإجمال ، كما سبق ذكره في الصلاة ، فلما قال تعالى : { كما كتب على الذين من قبلكم } كان تفسيرا له وتمثيلا به .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قوله تعالى : { كما كتب على الذين من قبلكم } : فيه ثلاثة أقوال : قيل : هم أهل الكتاب وقيل : هم النصارى . وقيل : هم جميع الناس .

                                                                                                                                                                                                              وهذا القول الأخير ساقط ; لأنه قد كان الصوم على من قبلنا بإمساك اللسان عن الكلام ، ولم يكن في شرعنا ; فصار ظاهر القول راجعا إلى النصارى لأمرين : أحدهما : أنهم الأدنون إلينا .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن الصوم في صدر الإسلام كان إذا نام الرجل لم يفطر ، وهو الأشبه بصومهم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية