الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          قال ابن حامد وأما مناكحتهم فتحرم قولا واحدا ، ويستوي أهل التقية والمجادلة وعلمه به وعدمه ; لأنه أقوى ، كذا قال ، ولا وجه للمنع مع تخريجه على إمامته ، ويتوجه في بيع ونكاح من كفرناه كمرتد إن دعا إليها أو مطلقا ، وإلا جاز ، وسيأتي في إرث أهل الملل . قيل لأحمد : آخذ على ابن الجهمي ؟ قال : كم له ؟ قلت : ابن سبع أو ابن ثمان ، قال : لا تأخذ عليه ولا تلقنه لتذل الأب به ، ويتوجه : يأخذ عليه ويلقنه ، لعل الله يهديه على يده وينشئه على طريقته ، { ولا تزر وازرة وزر أخرى } وقال الحسن بن علي أبو محمد البربهاري من متقدمي أصحابنا في كتابه شرح السنة : وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا صاحب معاص ، [ ص: 189 ] ظالما ، وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه ، فإنك ليس تضرك معصيته وإذا رأيت عابدا مجتهدا متقشفا ، صاحب هوى ، فلا تجلس معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمش معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه .

                                                                                                          وقال [ الإمام ] أحمد في رسالته إلى مسدد : ولا تشاور أهل البدع في دينك ، ولا ترافقه في سفرك .

                                                                                                          وقال أبو الفرج الشيرازي في كتابه التبصرة : وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه : إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه ، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فأيأس منه ، فإن الشاب على أول نشوئه . وروى أبو الحسين في الطبقات من حديث الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي قال : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدع من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدع أعداء الله .

                                                                                                          وقال أحمد عن الحارث المحاسبي : ذلك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان ، فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه ، فقيل له : يا أبا عبد الله يروي الحديث وهو ساكن خاشع من قصته ، فغضب أبو عبد الله ، وجعل يحكي : ولا يعدل خشوعه ولينه ، ويقول : لا تغتروا بنكس رأسه فإنه رجل سوء لا يعرفه إلا من قد خبره ، لا تكلمه ، ولا كرامة له .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية