الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة السادسة : قرأ حمزة والكسائي ( كثير ) بالثاء المنقوطة من فوق ، والباقون بالباء المنقوطة من تحت ، حجة حمزة والكسائي أن الله وصف أنواعا كثيرة من الإثم في الخمر والميسر وهو قوله : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) [المائدة : 91] فذكر أعدادا من الذنوب فيهما ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن عشرة بسبب الخمر ، وذلك يدل على كثرة الإثم فيهما ؛ ولأن الإثم في هذه الآية كالمضاد للمنافع ; لأنه قال : فيهما إثم ومنافع ، وكما أن المنافع أعداد كثيرة فكذا الإثم فصار التقدير كأنه قال : فيهما مضار كثيرة ومنافع كثيرة . حجة الباقين أن المبالغة في تعظيم الذنب إنما تكون بالكبر لا بكونه كثيرا ، يدل عليه قوله تعالى : ( كبائر الإثم ) [الشورى : 37] ، ( كبائر ما تنهون عنه ) [النساء : 31] ، ( إنه كان حوبا كبيرا ) [النساء : 2] وأيضا القراء اتفقوا على قوله : ( وإثمهما أكبر ) بالباء المنقوطة من تحت ، وذلك يرجح ما قلناه .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية