الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5997 6358 - حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي؟ قال: "قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم". [انظر: 4798 - فتح: 11 \ 152]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة - رضي الله عنه - فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك فقال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".

                                                                                                                                                                                                                              وحديث عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 290 ] الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "اللهم" هو دعاء أدخلت الميم في آخره عوضا عن (يا) من أوله، هذا قول البصريين، وقال الكوفيون: المعنى: يا الله أمنا بخير، والمسألة مبسوطة في "العربية".

                                                                                                                                                                                                                              واختلف العلماء في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هل هي فرض أم لا؟ فعندنا أنها واجبة في الصلاة، ووافق الشافعي على ذلك جماعة من الصحابة، ولم ينفرد كما نسب إليه. وهو رواية عن أحمد أيضا، وحكاه الروياني في "البحر" عن عمر وابنه عبد الله وابن مسعود وأبي مسعود البدري، ونقله الماوردي عن محمد بن كعب القرظي التابعي.

                                                                                                                                                                                                                              ورواه البيهقي عن الشعبي وغيره عن علي بن الحسين، وبه قال ابن المواز المالكي فيما حكاه ابن القصار.

                                                                                                                                                                                                                              ومذهب مالك وأبي حنيفة أنها سنة فيها، ووافقهما ابن المنذر والخطابي والطبري، وحكاه ابن بطال عن جمهور العلماء، قال: والمشهور عن أصحابنا أنها واجبة في الجملة على الإنسان أن يأتي بالشهادتين مرة في دهره مع القدرة عليها، ثم قال: وشذ الشافعي فزعم أن ذلك فرض في الصلاة، وهذه العبارة قالها غير واحد من المالكية، ولا أرضاها، فقد علمت أن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - سبقوه

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 291 ] إليها وابن المواز منهم أيضا وفي حديث كعب بن عجرة: "وذلك في الصلاة"، أخرجه عن إبراهيم بن محمد (عن) سعيد بن إسحاق (عن [ابن أبي ليلى]) كعب بن عجرة.

                                                                                                                                                                                                                              قال الطحاوي: وكان من حجة من خالفه عليه أن إبراهيم بن محمد ليس ممن يحتج بحديثه، ولو ثبت هنا لم يكن فيه دليل أن ذلك فرض; لأنا قد وجدنا مثل ذلك في الصلاة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آي القرآن، ومن الأمر فيه أن يجعل ذلك في الصلاة فلم يكن مراده بذلك الفرض، وهو حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لما نزل فسبح باسم ربك العظيم [الواقعة: 74] قال: "اجعلوها في ركوعكم" ولما نزلت: سبح اسم ربك الأعلى [الأعلى: 1] قال: "اجعلوها في سجودكم" وكان من ترك التسبيح في الركوع والسجود غير مفسد صلاته، وكذلك روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه علمهم التشهد في الصلاة، وليس منه الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف ذلك في الصلاة،

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 292 ] لكن فيه حديث أبي مسعود، وفضالة بن عبيد نص في ذلك.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية